جارٍ تحميل التاريخ...

ملخص عن التقرير السنوي المرفوع إلى السدة العالية بالله حول حصيلة أنشطة المجالس العلمية وعن الشأن الديني

ملخص عن التقرير السنوي المرفوع إلى السدة العالية بالله حول حصيلة أنشطة المجالس العلمية وعن الشأن الديني

 

بحضرة مولانا أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، خلال ترأس جلالته لحفل إحياء ذكرى المولد النبوي الشريف بمسجد حسان بالرباط، يومه الخميس 11ربيع الأول 1447موافق 4 سبتمبر 2025، قدم وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية السيد أحمد التوفيق  ملخصا عن التقربر السنوي حول حصيلة أنشطة المجالس العلمية وعن الشأن الديني عن السنة 1447/2025. وفيما يلي هذا الملخص:

ملخص عن التقرير السنوي المرفوع إلى السدة العالية بالله من وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية حول حصيلة أنشطة المجالس العلمية وعن الشأن الديني

الحمد لله رب العالمين

والصلاة والسلام على النبي الأمين

وعلى آله وصحابته الأكرمين            

مولاي أمير المؤمنين

يقترن إحياء ذكرى مولد جدكم المصطفى الأمين عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم بمرور خمسة عشر قرنا على ميلاده نورا للعالمين، وقد تفضلتم بإصدار أمركم السامي إلى المجلس العلمي الأعلى بأن يجعل هذه السنة في مملكتكم الشريفة حافلة بموضوعين، موضوع يتعلق بسيرته، وموضوع يتعلق برسالته، فأما الموضوع المتعلق بسيرته فيكون بإبراز دور الإمامة العظمى التي تحملون أمانتها في العناية بالجناب النبوي الشريف سيرة ومدحا وتعلقا روحيا، ويكون كذلك بأنشطة علمية تدور على تجلية أمانته في بناء الحياة على الاستقامة ومنهج الأمة الوسط، أما الموضوع المتعلق برسالته فهو استنهاض همة المجلس لإصدار فتوى شاملة يرجع إليها الناس في أحكام الزكاة ولاسيما في الأموال المكتسبة من الأنشطة الاقتصادية المستجدة.

بمثل هذا التوجيه يا مولاي تحمون دين الأمة تذكيرا وتجديدا، الأمر الذي يزيد محبة الناس في شخصكم الكريم ويثمن الوفاء للبيعة التي تصنع مناعة الأمة وتحفظ اليقين الذي به تصح العبادة ومعاملات الدين، وهذا ما يزيد من مسئولية العلماء في الحرص على استثمار هذه الضمانات للقيام بواجبهم في الدعوة إلى إصلاح التدين.

مولاي أمير المؤمنين

إن ما يجري في مملكتكم في جانب التأطير الديني، بمبادرة العلماء، مشروع يطمح إلى آفاق كونية، لأن سؤال الإنسان الأكبر هو نفس السؤال الذي جاءت لتجيب عنه الديانات ودارت حوله مباحث الفلسفات، ما هو سبيل النجاة، وحتى لا يلتبس على الناس جواب الدين، فقد استدعى العلماء لتأصيل مشروعهم قوله تعالى:  

مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ.

وشرحوا الإيمان بأنه حال التحرر من الأنانية، وقدموا العمل الصالح على أساس أولويات سلوك النفع للنفس وللغير.    

إن العلماء، يا مولاي، يعتبرون أن توفر شروط التبليغ برعاية إمامتكم فرصة مواتية لاقتراح نموذج شامل في الفهم يستمد من النموذج النبوي، ولذلك دعا المجلس العلمي الأعلى، في بداية هذه السنة، إلى لقاء نوعي غير مسبوق مع ثلة من كبار المنخرطين في التنمية ليجيبوا بأبحاثهم عن مدى حاجة التنمية إلى وازع القرآن، بناء على القول المنسوب للخليفة عثمان: “يزع الله بالسلطان ما لا يزع بالقرآن”، والمقصود ب”وازع السلطان” هو تدخل مختلف الجهات المسئولة بالمال والتدبير والحماية القانونية، بينما المقصود ب”وازع القرآن” هو التبليغ المؤثر الذي يجعل المتدين يحاسب نفسه أمام الله على ما ينبغي فعله وما ينبغي تركه، وقد فتح هذا اللقاء باب الحوار في الموضوع الذي يليق بأن يكون الهم المشترك للجميع، وهو تحقيق الحياة الطيبة بما وصف الله لها من شروط.

ويكشف الواقع الحالي عن أمرين: أولهما أن ضعف التدين، على أساس السلوك، بارز في ما هو مرصود بمؤشرات الإحصاء، وثانيهما أن كلفة تدخل الدولة لإصلاح الحياة في هذا الوضع كلفة تزداد كل عام فداحة، ومن هنا الحاجة الماسة والملحة إلى تقوية وازع القرآن بتبليغ مسدد مبين يقتضي يقظة شاملة تعم الناس جميعا، ويستحضرها، على الخصوص، المسئولون عن التنمية بمختلف أنواعهم ومواقعهم، يقظةَ ضمير تحرسها الأخلاق ويصحح بها النظر إلى الدين، لا على أنه مجرد جزء من الحياة، بل على أنه نظام الحياة في شموليتها، وذلك على أساس فهم رباني لقضيتين جوهريتين، هما قضية الحرية وقضية المسئولية. ومن تباشير الفلاح أن الناس بدأوا يظهرون اهتماما أكبر بخطب الجمعة المقترحة ضمن خطة التبليغ، وتُجمع تحليلات قواعد الذكاء الاصطناعي على إيجابية هذه الخطب، ولكنها تتساءل عن مقدار الوقع والتأثير، إذ يغيب عنها أن التأثر هو مسئولية المتلقي، وأن التبليغ الميداني كما يحضر له العلماء يتضمن المتابعة عن قرب إسوة بالمنهاج النبوي، ومما يزيد في الإقناع بهذه الخطة أنها بتأصيلها في القرآن هي سبيل المسلمين لتحقيق النموذج المطلوب منهم، وهو أن يكونوا خير أمة تخرج للناس، بينما العالم حولهم، وهو يواجه مختلف أزمات السلوك، قد أخذ يراجع اقتراحات الأنماط التي اهتدى إليها على أساس تجاربه التاريخية المنقطعة عن الوحي.  

حفظ الله سيدنا الهمام وأدامه حاميا للملة والدين،

والسلام على المقام العالي بالله.

تصنيفات

At vero eos et accusamus et iusto odio digni goikussimos ducimus qui to bonfo blanditiis praese. Ntium voluum deleniti atque.

Melbourne, Australia
(Sat - Thursday)
(10am - 05 pm)